يحظى الطبّ الطبيعي اليوم بشعبية متزايدة، فكاد يُعدّ تكميليًا للطب الشعبي. ويسمح هذا التخصّص في اعتماد طرق متعددة من العلاج بالطاقة واستراتيجيات لرؤية الإنسان من منظور جديد، منظور لا يقتصر على الأمراض، بل يشمل الإمكانيات الكاملة للجسد والعقل. ولا يكون الممارسُ في هذا المجال قد اكتسب المفاهيم الدقيقة لمبادئ فيزياء الكمّ التي تتيح نظرة أوسع للواقع فحسب، بل يكون قد اكتسب أيضًا القدرةَ على دمج نُهج متعددة الأبعاد للشفاء، في نموذج بشريّ يشمل الناحية المادّية للطب الغربي. في هذا المجال، لن يتمّ تشخيص ما تعاني منه عبر استخدام مصطلحات الأمراض الفتّاكة، وإنّما سيتمّ التعرّف على معايير الصحّة وعلى كيفية دمج طرق العلاج المتنوّعة التي تعالج الجوانب الخفية من الإنسان – أي الجوانب الخارقة للطبيعة والعقلية والحيوية والبدنية- ، فيتم بالتالي وضع أبعاد جديدة للشفاء. وقد يتمّ التطرّق إلى مفهوم العلاج المثلي من خلال التكنولوجيات الجديدة الناجمة عن الأبحاث في مجال فيزياء الكمّ. ويتجسّد الطبّ التكاملي من خلال ما يُسمّى بالطبّ التكاملي الإبداعي، وهو نظرة للطب الحديث تسمح بالتكامل ما بين طرق العلاج القديمة والشعبية والحديثة.
لَسوف يُدهشك طبّ المستقبل، إذ إنّنا نعمل على تهذيب مراقبتنا للفرد، وذلك بجعلها من منظور أوسع وأكثر تعمّقًا، عن طريق تطبيق مبادئ فيزياء الكمّ في مجال الطب الطبيعي والتكاملي. ويشكّل هذا النّهج فرصةً سانحةً لتحديث طرق العلاج والمعرفة في مجال الرعاية الصحّية.